کد مطلب:306544 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:211

برکة ولیمة الزهراء


.. التفت النبی الأكرم مبتسماً و نادی علیاً قائلاً له:

- (یا بن العم اصنع طعاماً فاضلاً، لأن اللَّه یحب اطعام الطعام، والولیمة فیها خیر كثیر).

.. امتثل علی لأمر نبیه و برقت عیناه ببریق ملائكی مكلل بالرضا والحب والطاعة والاجلال لما یملیه علیه الرسول.

.. و ما هی سوی لحظات، حتی انهالت الهدایا علی الوصی، و كأن خبر الولیمة اذاعه الوحی فی آذان المسلمین.

فلقد كفی اللَّه ولیمة الزهراء.

فأمر النبی بطحن البر و خبزه.

و قام علی بأمر الرسول یذبح الغنم، و یفصلها المصطفی.. (فو اللَّه لم یُر علی یده آثر دم» [1] .

.. طبخ اللحم و حضر الخبز والتمر والسمن، فأقبل رسول الاسلام و حسر عن ذراعیه الشریفتین اللتین بدتا ككوكب دری أزهر.. و أخذ یشدح بهما فی السمن. [2] .

.. (ثم أمر النبی أن ینادی علی: «اجیبوا رسول اللَّه.. ان یحضروا ولیمته»).

فأقبل علی الی المسجد و هو غاص بالمسلمین، و هناك أهل الصفا و هم المهاجرون الذین ما كانوا یملكون یومذاك شیئاً، و هناك أهل المدینة من الأنصار و غیرهم فما یصنع علی بهذا العدد الكثیر مع الطعام القلیل و نفسه الطاهرة الشریفة لا تسمح له أن یدعو قوماً و لا یدعو آخرین، فالكل یحبون ان یأكلوا من ولیمة بنت رسولهم، والجمیع یرغبون


إلی الحضور فی تلك المأدبة المباركة، لكن ایمانه باللَّه تعالی دفع قلقه لانه مؤمن ببركات اللَّه و رسوله و هذا ما هون علیه.

.. عند ذلك استقل مرتفعاً و صاح بأعلی صوته، و نادی بنبراته التی ارتجت معها الأرض رجاً.

بلی اَذان لكنه (لا للصلاة) [3] .

فاخترق صوت علی بساتین المدینة و مزارعها.

فأجابوا من بین النخلات والزروع، و بسطوا النطوع فی المسجد، و صدر الناس لا یحصی عددهم، یأكلون، و یشربون، و یحملون معهم من ذلك الطعام.

فهی المعجزة والله!!

ظهرت بركة الرسول الحلیم، بل لم ینفد من ذلك الطعام، و كأنه لم ینقص.. و قیل: (انهم عادوا فی الیوم الثانی واكلوا حتی الیوم الثالث). [4] .



[1] كما في البحار ج 43 ص 114.

[2] عن اسماء قالت: لقد اولم علي علي فاطمة فما كان وليمة هي في ذلك الزمان أفضل من وليمته (كما عن جابر) قال: (حضرنا عرس علي و فاطمة فما رأيت عرساً كان أطيب منه حشونا البيت طيبا و اتينا بتمر وزيت فأكلنا). هذا ما قد رواه صاحب الذخائر ص 28- 33. و حاشية الجامع الصغير، ص 24.

[3] البحار ج 43 ص 114.

[4] حاشية الجامع الصغير، بحارالانوار ج 43، الطبقات الكبري ج 8 ص 12، الطبري في ذخائره ص 33، الدولابي، النسائي و ابن الاثير في (اسدالغابة ج 5 ص 521)، الصواعق ص 140.